فن الأرابيسك باختصار
فن الأرابيسك هو فن الزخرفة بنماذج من الطبيعة وأشكال هندسية متداخلة ومعقدة، وهو أحد عناصر الفن الإسلامي القديم، ورمز للعمارة الإسلامية، حيث كان يُزيّن جدران وأعمدة المساجد والقصور أيام الدولة العثمانية، ثم انتشر في بعض الدول الأخرى، لكنه بقي يعبّر عن الهوية العربية الإسلامية الخالصة، وازدهر في سورية ومصر.
فن الأرابيسك من الفنون الجميلة جداً ويعتبر فناً تشكيلياً على الخشب يعتمد على أشكال هندسية معقّدة ودقيقة تُصنع بطريقة الحفر والنقش والتطعيم، ويحتاج إلى صبر ودقة عالية، فبعد إعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب، ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، والحفر والتشكيل، وأخيراً الدهان بالورنيش أو بمواد أخرى تعتبر سوائل سريعة الجفاف ذات تغطية عالية لامعة لها ملمس زجاجي لامع يساعد على إظهار جمال ألياف الخشب، ولهذا فإن "الأرابيسك" يعتبر صناعة وفناً معاً.
يتواجد فنانو "الأرابيسك" في مصر وسورية، وبعد اندلاع المعارك في سورية نزح العديد منهم إلى لبنان، واستقر عدد منهم في منطقة إقليم الخروب، جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، وعملوا في مشغل لصناعة "الأرابيسك".
حرفة "الأرابيسك" صعبة وتحتاج إلى صبر كونها تتكوّن من قطع صغيرة وتُنفذ يدوياً، وهي من الحرف الجميلة والتي تحتاج إلى ذوق في تنسيق الألوان والرسومات، ومشغلنا هو الوحيد حالياً في لبنان الذي ينتج قطع الأرابيسك سواء كانت أثاثاً منزلياً أو قطعاً صغيرة مثل علب الهدايا والمجوهرات والمصاحف.
هذه الحرفة مشتهرة في مصر وسورية ولكن هناك اختلاف صناعتها بين البلدين.
كل ما تريد معرفته عن فن الارابيسك
يعتبر فن الارابيسك هو أحد أشهر الفنون على مر التاريخ. وكان كان يعرف باسم التزويق أو الزخرفة العربية أو الفن العربي. كما يعتبر هذا النوع من الفن عبارة عن أنماط خطية إيقاعية ونماذج هندسية معقدة لتزيين الزخارف المتداخلة والمتقاطعة. وغالبًا ما تكون أشكالًا لزهور أو ثمار أو أوراق أشجار. ويعتمد فن الارابيسك على التكراريات وعلى الخشب والصدف والمعادن مثل النحاس والذهب كخامات.
وقد انتشرت في الأثاث والديكور المنزلي. الارابيسك يعتبر عنصر من عناصر الفن الإسلامي التراثي. والذي عادة ما يوجد كديكور لجدران وأركان المسجد. يستند اختيار الأشكال الهندسية التي سوف تستخدم، وكيفية استخدامه إلى نظرة الإسلام للعالم وامتداده ماندماجه.
ورغم جمال ورونق هذا الفن إلا أنه في طريقه إلى الانذثار التام،. هناك بعض الخطوات الجادة لإحيائه ولإعادته بأشكال حديثة إلى ديكور المنزل والهدايا التذكارية، ليختلط مجددًا داخل المجتمعات في شتى استخداماتهم.
بداية فن الارابيسك:
كما يعتبر “فن الأرابيسك” أحد الفنون الأصيلة التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية. كما يعود أصلها إلى أكثر من ألف عام. بداية ظهور الارابيسك ترجع إلى امتزاج الحضارة العربية وتطورها فى العصر الإسلامى الذهبى. مع الشعوب الأخرى وكان الأندلسيون هم المطورين الأساسيين لهذا الفن.
وقد كانت في الأصل صناعة تهتم بالجانب المعماري، وتدخل أحيانًا في ديكور المنزل والأثاث المنزلي. إلا أنه قد برز بشكل أقد برز أكبر أثناء الخلافة العثمانية عندما حيث اهتموا اكثر بتزيين المنازل والقصور وازدهر في القرن الثامن والتاسع عشر.
وقد يرجع الأصل البدائي لهذا الفن إلى أفكار أفلاطون وإقليدس عن الأشكال الهندسية للواقع المنفصل والبلوري والهندسة الإقليدية. إلّا أن المسلمون عندما نبغوا في الجانب الهندسي والرياضي. نشأ منه استخدامه في الزينة والديكور والفن المعماري. وكان ممن طوّر هذه الأشكال الهندسية العباس بن سعيد الجوهري (الذي عاش من عام 800-860). ومحمد بن موسى الخوارزمي (780-850)، وأبو وفاء البوزجاني (940-998)، والجياني (989-1079)، وذلك لخدمة أمور أخرى كاتجاه القبلة ومعرفة وقت الصيام وأوقات الصلاة وغيرها من الاستخدامات الإسلامية.
وقد استخدمت الشعوب المختلفة في جميع أنحاء العالم وبدرجات متفاوتة من التعقيد الارابيسك. ومنهم الهنود والصينيون والمكسيكيون القدامى وغيرهم. ذلك في مبانيهم وقد كان غالبًا ما يحمل جانبًا رمزيًا لبعض المعاني الدينية كالخلود، والكمال المُطلف وغيرها من المعاني.
الارابيسك في التاريخ الإسلامي:
بما أن الأرابيسك قد نشأ في أحضان الحضارة الإسلامية العريقة. فقد كان العرب هم رائدو هذا المجال وفرسان ميدانه. فنبغوا في مصر وبلاد الشام، وقد كان يُستخدم تقريبًا في كل شيء لتجميل مدن وأحياء بأكملها بجدرانها وشوارعها ومساجدها. بالإضافة إلى التحف الفريدة من الأعمدة والتيجان ومنابر المساجد والمشربيات والأبواب.
وتخصصت في تلك الأعمال مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن. الذى بدأ في الاندثار منذ أكثر من نصف قرن. وبالإضافة إلى الفنانيين العرب، نبغ أيضًا في هذا الفن العنصر السلجوقي. كما ظهر ما يُعرف بالفن السلجوقي، إلا أنه كان أيضًا في المنطقة العربية.
ثم في العهد العثماني انتشر انتشارًا غير مسبوق في تاريخ المنطقة. فسافر أغلب الفنانون إلى مقر الدولة العثمانية بأسطنبول، ليزبنوا قصور ومساجد الأثرياء والأمراء والولاة. وذلك بسبب اهتمام الأثرياء والسلاطين العثمانيين. بإضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم، وقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية آنذاك مظاهر عديدة من التطور الثقافي والاجتماعي والفني. خصوصا فن “الارابيسك”. وغلبت على معظم الأعمال الفنية الطابع الزخرفي.
أشكال الارابيسك:
انتشر “فن الأرابيسك” في كل نواحي المجتمع تقريبًا، فلم يقتصر فقط على الأثاث بطرزه الإسلامية المختلفة الأشكال والاستخدامات فحسب. بل استخدم أيضًا في المعمار الخاص بالمساجد والقصور وجدران المدن وأسوار القلاع وغيرها من الاستخدامات. بل وانتقل إلى أنواني الطعام، وجدرنا القصور الكاملة، والأعمدة والمنابر، والمآذن العالية. بالإضافة إلى المشربيات والنوافذ والأبواب. وأحيانا كان “الارابيسك”. إلا أن الاستخدام الأمثل للأرابيسك كان في الأثاث والديكور المنزلي والهدايا التذكارية.
وتضفى الألوان العديدة التي يستخدمها “فن الارابيسك” سحرًا خاصا يميزه عن غيره من الفنون السائدة. كما تميز هذه الأشكال جماليات الزخرفة والخطوط المكررة. والرسوم الرشيقة والفطرية. ذلك لكون فن الارابيسك يشمل فنونا مساندة كالحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم.
واستخدم أيضًا في تظريز المخطوطات الإسلامية كالكتب. بالإضافة إلى تطريز المصحف. كما هو الحال في بداية السورة، وفي نهايتها، وعلى غلاف المصحف. كما نجده في المخطوطات القديمة للقرآن الكريم.
ما هي أدوات الأرابسك القديمة؟
ومن الأدوات الأساسية لإنتاج مشغولات الأرابيسك قديمًا: هي الخشب، والمطرقة والأنبوس والعاج، وألباغ، ومواد الدهان والتشطيب، وورق الصنفرة، ورق الرسم منشار أركيت، أزميل الخراط، المنقار، والمفحار، المتر، وغيرها من الأدوات التقليدية. التي قد يكون قد عفا عليها الزمن نسبيًا وطغت عليها الأدوات الحديثة.
ماهي أسماء مشغولات فن الأرابيسك؟
هناك بعض الأسماء التي ظهرت إلى الوجود نتيجة لفن الأرابيسك. ذلك بسبب كثرة استخدام الأرابيسك فيها. ومنها المشربيات: وهي هي نافذة ذو رف يفتح للخارج ويكون في مكان عالي من المنزل لوضع جره الماء المصنوعة من الفخار للشرب. ذلك بسبب المكان العالي للتبريد عن طريق الهواء. لذلك سميت مشربية. وتوجد لها مجسمات رائعة في متجر تذكار. ومنها أيضًا المشرفية وهي نافذة تطل على الشارع أو الحارة. وسمي بالمشرفية لأنه يشرف على الشارع أو الحارة. ومنها كذلك المافع، وهي صندوق يوضع على الحائط داخل المنازل التي يكون لها سقف عالٍ.
أشكال الأرابيسك الحديثة:
وعلى الرغم من جمال هذا النوع من الفن والجمال، إلا أنه بدأ بالاندثار منذ الغزو الحضاري الغربي. وخاصة بعد أن ضغت الماكينات الحديثة على كل شيء، وأُهمل هذا الجانب إلى حد كبير جدًا. إلا أن هناك بعض المبادرات لإحياء هذا الجانب التراثي.